Wednesday, April 16, 2014

كتابات الثالثة صباحاً .

                                                                






"تمشي بلا وجهة وكل الأرصفة كانت لجسدها أوطان محتملة "


وأنت تعلم حجم الخيبة المتعلقة بالوطن ستعلم حتماً مرارة أن تختزل وطنك, أرضك وهويتك ثم تسلمها لأحدهم فيقوم بتمزيق كل ما يربطك به كوطن لتغادره, أو ليغادرك متعثراً بك كل مرة..
كم كان ذلك موجعاً, حتى أني توجعت في أماكن لم أكن أعلم بوجود مستقبلات ألم بها في هذا الجسد البالي !
هذا وقد أخبرني رفيق قديم تجمعنا صحبة الطرقات أنه ومهما ساءت الأمور وبدت كأننها تتجه نحو الهاوية المحتملة فإننا سنغادر هذه الأرض و سنحل ضيوفاً على أوطان أخرى, سنقابل وجوه جديدة و ستنتفس هواءاً جديداً, ستعانق أبصارنا إطلالات مدن جديدة وزوايا شوارع لم تمشها خطواتنا, أخبرني أنهم سيضعوننا مجدداً في الخانة التي نستحق وسيعاملوننا كما كان يجب أن نعُامل منذ الأبد.
سينتهي ذلك الكابوس الذي رافقنا طويلاً, وسنغدوا أفضل حالاً و ربما أسوأ .. لا أدري حقاً, لكنني كنت ولازلت أظن بحقيقة أننا قد لا نغادر هذه الأرض يوماً وأننا سنكتفي بلملمة بقايانا و المضي قدماً, سنعود لممارسة هذه الحياة التي كنا قد أضعناها قبل أن نعيشها حقاً ..




                                                             
      " نولد بنصف مريض ونصف ميت ثم ننتظر أن نعيش حياتنا كاملة"


_وحين أشتاق للحديث, أحادثك يارفيقي ..
لكنني  أخشى أن تنتهي حياتي هذه قبل أن أجرب كل الأمور التي أود تجربتها وفعلها حتى تصير من فرط تكراري لها أموراً معتاد عليها فأملها و أتجه لأعمال أخرى أود حقاً القيام بها, أعني أن تنتهي حياتي قبل أن أعيشها..
_ وما الذي تريد فعله؟
_لست متأكداً ..
أريد أن أضحك أكثر ..
أسافر أكثر..
أقرأ و أستمع للموسيقى أكثر..
أريد الإبحار في إبتسامات الغرباء أكثر ..
أريد الكثير يارفيقي .. الكثير  حتى أنني دوماً ما ينتهي بي الأمر دون فعل شيء تقريباً .
_ وما بيدك لتفعله وقد جُبلنا على طلب المزيد في كل مرة ..




                                               "وأنت تكتب كل مرة تذكر أنك ملعون الأحرف, فتنة الكلمات وبؤس الوحدة المرافقة"


نتكلم ذات اللغة لكننا لا نفهم, نقول كل شيء إلا ما نود قوله حقيقةً..

لذا كان من غير المنصف حقأ أن أسمح لنفسي أن أكتب واصفة أي حدث, أعني .. كيف لنا أن نكتب عن المجهول من حياتنا؟ المجهول من شخصياتنا و تقنيات عيشنا؟
لا مانع من الخيال, الخيال رفيق جيد وبديل وحيد لحياة ركيكة تعيشها حيث أنت, لكنني أتحدث عن الوصف, دقة الوصف وتفاصيله في سياق الحياة, في وصف قبلة لطيفة على جبين طفلة أسعدت يومك بإبتسامة ولمسة كف دافئة, كيف لك أن تصف ذات القبلة على ذات الجبين بعد عدد من السنون, وماعاد في القلب متسع لطفلة بقدر ما هو إزدحام بحب ترجمته قبلتك التي كانت لطيفة يوماً بصورة حميمية يقشعر معها الجسد ويرتعد بسببها القلب..
كيف لك يا صديقي أن تحول جمال قبلة بريئة, القلبة ذاتها ؟!
لا أعلم ولا أظنك تعلم أيضاً لكنه ما كنت أتحدث عنه , إن الحديث عن كل مانجهله مع الإحتفاظ بنسخة حقيقة أصلية ومبدئية منك داخلة مانعاً أن تشوها الحياة ومدافعاً عنها دون المعرفة المطلقة بفائدة هذا الصراع حتى !

كيف لنا أن نتجاذب أطراف الحديث هنا على الورق, نتجاذب أطراف الحديث عن قطعة سكر لم نتذوقها ولكننا نفعل بمقتضى متطلبات الحديث !
ذلك يا رفيقي سيكون سيئاً, ذلك سيكون كوصف دقيق لطعم كل الأحلام التي حلمت بها ولم تحققها .. فهل سبق أن وصفت أحلمك تلك بصورة شعرت معها أنه الوصف المعبر عنها ؟!





No comments:

Post a Comment

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...