Saturday, February 18, 2012

من خَبَايَا الذَاكِرة " سقوط أول شهيد بمصراتة"

    " الرقم المطلوب مقفــــل "


للمرة الألف على ما أظن .. ظلت إسطوانة المدار تصرخ بأذني بذات الجملة ..
بدأ الخوف يتسلل لقلبي .. مختفي منذ يومين .. و صفحته على الفيس بوك  لم يمسسها منذ يومين..
غريب .. هو لا يختفي هكذا ..
أعدت المحاولة مرارا و تكرارا.. و ضل الرقم مقفلا ..
لا أصدق الأخبار إلا منه .. لكن أينه ؟
لا شك أنهم إعتقلوه .. فهو يعرض نفسه للمواجهة معهم منذ مدة بصفحته تلك " يحدث فقط في ليبيا"
فعلا .. يحدث فقط في ليبيا أن يختطف  صاحب صفحة على الفيس بوك !


اليوم .. الجمعة .. 18/2/2011
أي أن البارحة ما كان المفترض به أن يكون يوم الإنتفاضة .. مصراتة لم تنتفض للأن ..
و لا أخبار سوى عن بعض التحركات في بنغازي ..
قناة القنفوذ لا تعرض سوى أغاني الجلسة .. أما الجزيرة و العربية .. فقد بدأتا تعرضان بعض الأخبار و الصور ..
لا أدري ..
يبدو الأمــر أكثر جدية مما ظننت ..

أذكر أني  إستيقضت عن وجع ..  يدي خدرة .. فقد كنت قد نمت على الأرض و أنا أتابع الأخبار 
على قناة الجزيرة..
اليوم .. بدأت إشارة الهاتف بالتقلقل و تدهورت حالة الإتصالات ..
صرت أتصل بصديقتي .. " شن في يا أريج ؟ حداكم شي؟ طمنيني؟؟؟؟؟ !!! "
الحمدلله حتى الآن الأمور بخير .. كل شيء هادئ.. لكنني لست مطمئنة ..
أكره هذا الهدوء المستفز !




أذكر .. أنني كنت بالمطبخ حينها..الساعة لم تتجاوز الثانية الثانية بعد الظهر أرج هاتفي بحتا عن تغطية أفضل..
حين  سمعت صوت رجل  يصرخ  بأقوى أربع كلمات سمعتها بحياتي !
صرخ قائلا " ثــــوري ثـــــوري يا مصــــراتة "
 قالها ثلات مرات ..  ثم سكت !
 هرعت لنافذة المطبخ .. لم ألمحه .. لكنني لمحت عددا من الجيران يركضون بإتجاه الطريق الفرعي لمنتزه الجوهرة 
و بعدها حلّ صمت مريب ..
وقفت مشدوهة .. و قلبي يكاد يقفز من صدري من شدة الخفقان ..
 حتى الساعة .. مزال صوته يتكرر بأذني ..
يا الله .. كم أثر بيّ هذا الرجل

" ماما.. ماما.. سمعتيه ؟؟ سمعتيه ؟؟ ماما بتتحرك مصراتة بتتحرك "
امسكت يديها و أنا أصرخ بهذه الكلمات ..


بعدها بساعات .. سمعنا إطلاق نار .. و كنت أراقب الأوضاع من نافذة الغرفة.. المطلة سلفا على الطريق الرئيسي المؤدي لميدان التحرير حاليا " ساحة التاكسيات!" سابقا..
رأيت عددا من الرجال يرتدون " صاعقة زرقا" يتوشحون الأخضر و يهرولون بإتجاه الميدان ..

حل الظلام سريعا تلك الليلة ..
لتحل معه أول مفاجآة الثورة ..


أوقدت السماء بلون أحمر برتقالي وسط صوت مذووي.. لم أعهده قبلا ..
صرحت " حي محلاااهم !" ..
صرخ أخي بوجهي .. " هذو 14.5   يا بنت !" !!


الأمر تحول من مجرد محلاهم .. إلى إطفاء جميع أضواء المنزل تحسبا لأي طارئ ..
لم ننم تلك الليلة..


فقد جاءنا خبر سقوط أول شهيد في مصراتة ..
خالد أبوشحمة .. كتبه الله  من الشهداء و أسكنه الجنة ...

إنتهت الليلة .. لكن لم تنتهي الحكاية !

Wednesday, February 15, 2012

من خَبَايَا الذَاكِرة .. قَبلَ اليوم بِعام { الجزء الأول }

 مش كان عجلوّ بالثورة شوية راهم جو مع عيد الحب هههههه



كان واحدا من أكثر التعليقات إستفزازا التي قابلتني ذلك اليوم .

 كنت أغزل هنا وهناك بين صفحات الفيس بوك.. وسط صياح أخي الأكبر
" يا بنت ما تعلقيش و ما اديريش اي لايك لأي صفحة"
لم أهتم فعلا لتلك التحذيرات.. ربما لأنني أظن " الثورة" ستكون عابرة !



 كان الحدث قاب حلول أو أدنى وكل حواسي متأهبة.. لا أدري لكن الأمور لم تكن بخير
رغم الهالة الإعلامية التي كانت تطوق الموضوع ..
كان يوما شبه عادي.. قضيته و أنا أرقب بعض البلهاء يتوشحون اللون الأخضر ويهتفون هنا..
الفاتح الفاتح .. وكنت أتمم " الله يفتح راسك إنت و اياه !" !
في شارع بنغازي بمصراتة .. كنت أكتفي بمشاهدتهم عن بعد و أنا أزدري حالتهم تلك
في حين كانوا هنا يصفقون و يرقصون.. تنقالت بعض القنوات خبر وجود تحركات في مدينة بنغازي
للأمانة .. لم أظن أن القصة ستتعدى بضع مظاهرات .. التي في الأغلب توقعتها ستقمع و سيبقى الحال كما هو عليه !

 الأمن مستثب في مصراتة.. وقد لغيت معظم محاضراتي و  معظم مشاريعي في إنتظار الساعات القادمة وما ستجلبه
من خبايا لم أكن أظن يوما أنها ستغير حياتي و حياة بلد كامل !
خلدت للنوم و أنا ألعن الظلام.. و الظلم..






يتبع ........


Tuesday, February 7, 2012

الحنين 2

إلـــي رجل النهايات العظمـــي   ( 2 )









إستيقظ حبيبي,, إستيقظ يا وجعي !

صباح أخر,,بدونك..

لا يشبه أي صباحاتي معك..وانا المواظبة على مشاكستك صباحا..
صرت أشاكس جراحي و أنكأها !!


 

.. العاشرة صباحا.. أم أقول العاشرة وجعا
لم اتململ من مكاني.. اوقفت نشاطاتي كلها

مزاجي صار أكثر حدية.. لأنك مهدئي !





هواتفي.. بريدي الإلكتروني

كلها جائعة لك.. فأين أنت ؟

البارحة.. غفوت وأنا أحتضن هاتفي.. و بريدي مفتوح..والقلب كذلك

لإستقبالك.. لكن البرد تسلل في غفلة مني !





لاح نظري صباحا نحو الإعلى.. لا شيء يشبه شيء

و لا أنا أشبهني

تمتد يدي لأطلب رقمك

فتردعني كلماتك.. " إن كنت تهتمين لمصلحتي.. إبتعدي عني !"

لكني لا أستطيع

كل ما حولي يصرخ بك
  و ستائر الغرفة تحتض الرياح.. تطالب بك
و الراديو المنهك.. يسعل بنغمات مستهلكة..
كل شيء.. يبدو.. أسوء !





Sunday, February 5, 2012

الفُـــطام 1

 إلـى رجل النهايات العظمى ( 1 )








إشتريت قلما و دفترا بغلاف أسود
كتبت في أول صفحاته
إليك
إلى الذي أكتب له فيقرأني غيره ..

أردت لهذا الدفتر أن يحمل قليلا من عبء أيام أمضيها لوحدي .. أيام أمضيها بدونك

لم تكن هنا.. ولم يكن معي سوى ذاكرتي
موطنك الوحيد
فلا ثياب تحمل رائحتك.. لا مقابض أبواب تتلحف دفئ يديك كأنك لم تمر بي يوما
لم تعصف بي ..
لم تجردني من كل شيء.. حتى مني !!


كنت أدرك أنني لن أستحضرك إلا على ورق أبيض
لذا  أصبحت هوايتي الجديدة التي أمارسها بعيدا عن أنظارهم
لم أرغب أن أشارك غيري بك
فانت فرحتي.. او أقله ما تبقى منها     
وهكذا أخدتك عادة
أستفرد بها و أعيشها بسرية تغير منها العلانية    
لم أعرف من أين أبدأ ..
هل أكتب لك
أم عنك؟
أم أكتب عني و عن ذاكرتي اللتي لا تتسع الآن لسواك..
بمكر لذيذ كنت أستبيح تلك المساحات البيضاء
كنت كلما استفردت بك إستفرد  بي طيف الوطن
كنت هوية الوطن المجروحة
وكنت أخاف عليك من نهم الوطن!! أن يلتهمك على حين غرة

ربما كان الشروع في هذه المذكرات جنون
لكني أدرك تماما أنه أقل جنونا من إنتظاري لك و أنا أدرك تماما أنك قد لا تعود
و إنك وإن عدت.. فلن تكون ذاك الرجل الذي عرفته يوما


ما رأيك.. ترى هل هو جنون؟
لا أعلم ! لكي أحب هذا التواطئ ضد الذاكرة
اليوم..
هو التالت بعد الغياب
أتدري اني بدأت أقيس عمر علاقتنا بعمر انقطاعك عني !
 تلات ايام و احدى عشر ساعة و خمس دقائق وبضع ذكريات هو عمر قصتنا
اليوم
قررت أن أعقد قراني بك هنا على الورق
ان أراسلك على ورق و أن أحبك علي ورق و اجن بك على ورق ربما لأنه ما عاد لك من وجود في حياتي سوى بين طيات الورق
بدأت أغير بعض عاداتي في بداية الأمر تم إعتزلت الفكرة لأنني لا أريد نسيانك بل أريدك لي أريدك أب لذكرياتي
لذلك أنا هنا.. سيكون هذا المكان لقائنا اليومي و لأنك لم ترحل عني سأروي لك كل تفاصيل يومي
بما أنك منعجن بي و بتفاصيلي..سأرويك أيضا !
يكفيني لهذه الليلة.. نلتقي غدا

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...