Wednesday, March 27, 2013

حياتي,, ورقة !






هنا, وعند الرُكن تماماً أجلس بهدوء على غير عادتي, أجلس على هذا الكرسي المهترئ اللعين, هذا الكرسي الجامد القابع هنا في هذه الغرفة منذ سنوات كما يبدو من منظره, كان قد مزق سروالي سابقاً بسبب الشظايا و المسامير الناتئة منه نتيجة محاولة إصلاحه, و عبثاً كانت المحاولة !


لا أذكر الكثير من صباح اليوم, كان مزعجاً كعادته, أستمع لكلمات يتيمة تخرج من فم رجل أربعيني بلحية طويلة و لكنة مختلفة, أستمع له و أتسائل,   من يا ترى حَكّمهُ في أمرنا؟
أنا, وغيري من الجالسين في هذه الغرفة الصغيرة المزدحمة بنا, نحن طلاّب العلم, طلاّب العلا!
أغيب في كلماته المبهمة و أبتسم بلا سبب أحيانا, أعتدل في جلستي و أمسك قلم وورقة لأرسم بعض  الأشكال البسيطة, إبتسمت مجدداً و رفعت الورقة, رفعتها لأنفي و شممتها.


كانت ورقة, خفيفة, ضعيفة, تحركها الرياح, تتلفها دمعة مشتاق إن كتب أو غضب كاتب إن أخطأ.
لم أستطع التوقف عن التفكير بحقيقة أن حياتنا البائسة هذه مبنية على أوراق, كومة أوراق لا غير !


يوم أبصرت النور, و أنا أبكي, حالي حال كل المقبلين على هذه الحياة لفوا معصمي بسوار ورقي عليه إسم والدتي, و هنا بدأت علاقتي الحميمة مع الأوراق.
يوم أخرجوني من المستفشى وقعوا "أوراقاً" و دفعوا ثمن ولادتي "أوراقاً" نقدية, و إتجهوا بي بعد أيام ليثبتوا ملكيتهم لي على ورق ,, ورق يسمى شهادة ميلادي.
بإسم, و تاريخ ميلاد... كانت تحدد هويتي, أُمنح ما لم أختره, إسم, عائلة, ووطن !



أَكّبُر,, فيزيد الطلب على الورق.. أدرس, أكتب, أقرأ,, على ورق.
ترسّل الملاحظات على ورق, تقاس شخصيتي و كينونتي, وكل تصرفاتي لتُترجم على ورق.
أسعى للأمام, أنجح, و إن رسبت فأيضا على ورق !



مرضت, فإتجهت أبحث عن علاج وكان ناتجي من التجربة كومة ورق وبعض الغرز بجسدي.
لا تنتهي, حلقة تدور حول الورق لا حول نفسها !




أنهيت تساؤلي.. بسؤال صريح:
من غير الورق يتبنى ألمنا؟ حرننا؟ إشتياقنا؟!




ماذا لو لملمت كل الأوراق التي سعيت لها في حياتي, و الأوراق التي لم أسعى لها, كل ما يحدد هويتي و كينونتي, كل شيء تمام و أحرقته ؟!
ماذا لو ؟

كانت الإجابة مبهمة, ماذا سأكون في عالم ورقي هش؟

يلي هذا حقيقة أنا تمردي الصغير هذا على الورق ما هو إلا نفاق لنفسي, جلوسي هنا في هذه اللحظة ماهو إلا ناتج مسعايّ للحصول على ورقة .. ورقة كنت قبل قليل ألعن حقيقة سيطرتها على حياتنا.
ورقة مفادها, أني أنا .. نورا الزروالي, ولدت, و عشت لأتعلم و أدرس, و تخرجت !
حالي حال السابقين و اللاحقين !


ثم قفز الآتي إلى ذهني:
ماذا بعد أن أموت؟

يكتب إسمي على ورقة, بها تاريخ ميلادي وموتي, وما بينهما ورقة واحدة تختزل حياة كاملة عشتها !
أي أني سأكون مجرد كائن يظن أنه أفضل ما في الوجود, ليعيش و يموت .... على ورقة !





ورقة ... ذلك الكيان البسيط.. الكيان اللامنتمي.
شجرة, ربما كانت صغيرة, في غابة ما, في زمن معين, شجرة قد تبّول عليها حيوان ضعيف لتحديد منطقته و فرض ذكورته على الباقيين, حيوان لا يحتاج لورقة بقدر إحتياجه لحياة !







 الأربعاء              
      27/3/2013        

Saturday, March 16, 2013

هراء بنكهة الكرز ,,







قضيت هذا اليوم في تأمل إصبع قدمي الصغير , كونه الجزء الأكثر تعرضا للأذى في جسدي البارد , بعد ذلك الشيء الذي ينبض في الجهة اليسرى من قفصي الصدري, أقصد قلبي لا الرئة !
قبل عدة أيام تحالف الباب و القدر على إصبعي الصغير بضربة صاعقة بكيت بسببها و تغيرت مشيتي لأصبح عرجاء و لأعمل على مداواته بقليل من زيت الزيتون كما نصحتني جدتي.
اليوم صباحا و في حين كنت منهمكة في التفكير ما إذا كانت السنوات الأربع الأخيرة من عمري قد غيّرت شيء بداخلي أم لا , تعثرت و ضغطت بثقلي على ذات الإصبع الصغير النحيل, ذلك المشوه حسبما أظن.
توجعت كثيراً, شتمت كل شيء حتى أني شتمت الهواء الذي أتنفسه, يا إلهي " ما فائدة هذا الإصبع, أشعر أنه مخلوق فقط ليتعرض للإصابات و ليعرضني للوجع" صرخت قائلة !
قليلا بعد, جلست أفكر, ما فائدته؟ من قال إنه يحفظ توازني, ماذا لو فقدته, البعض يفقد إصبع أو إثنين و أحيانا أكثر البعض يفقد روحه و يبقى متوازناً , أقله أمامنا !
كان اليوم كئيباً بإمتياز بارداً جدا وموحش كذلك, لكن هذا ما يعجبني , لا أحب الأجواء السعيدة صدقاً, لكنني متعكرة المزاج منذ مدة, منذ عمر يقدر بعشرون سنة.
عدت أفكر ما فائدة أصابع قدمي, كان السؤال تحصيل حاصل, في الحقيقة أنا أعلم ما فائدة أصابع يدي, أنا أكتب, أرسم, آكل, أضرب, أحك جلدي بها ... قال أحدهم " ماحك جلدك كظفرك" ما ظفري إلا إبن إصبعي.
و ما أنا ؟
لا أعلم.. 






ما الذي أكتبه سوى هراء لا فائدة منه, محاولة بائسة لتحسين مزاجي و الحد من تقلباتي المزاجية حالها حال الطقس خارج نافذتي, نافذتي التي أحضرت لها أمي ستائر جديدة, هل ذكرت قبلاً أني أكره الستائر ؟ ... لا أظن.
البارحة قمت بخلط الماء و بعض الألوان, كنت أنوي الرسم, بعدها بلحظات شعرت أني أرغب بتناول الحلويات رغم أني لا أحبها أيضا, الكثير من الأشياء التي لا أحبها, ..الكثير.
هل ذكرت أن زيارة النسوة لنا تزعجني, لا أحب أحاديثهن و أصواتهن, لا أحب الهالة المحيطة بهن, اليوم تجاهلت النساء الجالسات في غرفة جلوسنا, كنت أقرأ كتاب " يوميات كاترين" كنت أفكر بمدى بؤس تلك الطفلة و مدى السعادة التي كانت تشعر بها رغم كل ما مرت به.






الآن أنا جالسة أتأمل في الفراغ, بعض الأعمال مؤجلة برغبة مني, بعض الأحاسيس كذلك, بعض الحضور و بعض العتاب.
بإنتظار أن أخبر ذلك الشخص أني ما عدت أحتمل.
 مازلت حتى اللحظة أكتب و أنظر لإصبعي المتورم و ألعن الطقس و الجيوب الأنفية, ألعن الإزرقاق تحت عينيّ الناتج عن الإحتقان و السهر , كدب الباندا المشاكس.
أربعينية,  ليست أعوام ,, إنه مقاس حذائي, أظن أني لو أزلت أصابعي الطويلة الهزيلة سأصير من أصحاب الــ37 و ربما أقل.
أتذكر ذاك الحذاء الذي إشتريته لي في ذلك السوق الشعبي ,, في الوداية ؟  " سؤال لأحدهم, قد يقرأ هذا الهراء وقد لا يفعل"
قضت عادتي بأن أكتب له فيقرأني غيره.
أشعر بالبرد, دائما أشعر بالبرد !



رأسي كبيرة, ومليئة بالكثير من التساؤلات !

Saturday, March 9, 2013

صدور كتابي الأول "شيء ما يشبهني"


لم أكن أعلم أن كل تلك الأحرف و الكلمات ستخونني حين أطلبها للتعبير عن فرحة قدوم مولودي الأول لهذا العالم.
صدر اليوم السبت 9/3/2013 عن منشورات مومنت كتب رقمية في لندن كتابي الأول بعنوان :
" شـــيء ما يشبهني"
وهو عبارة عن نصوص و سرديات بُحت فيها ببعض الأسرار و خبأت أخرى بين الأسطر .

http://alsaalakhira.com/2013/03/09/564/

الشكر, كل الشكر للأستاذ و الكاتب الكبير حكمت الحاج.
و دار مومنت للنشر على المجهود المبذول الذي أوصلني لهذه المرحلة.

كذلك الشكر لكل الأهل و الأصدقاء و لكل من إهتم لأمر هذا الكتاب .

لمتابعة خبر الصدور على موقع الساعة الاخيرة
http://alsaalakhira.com/2013/03/09/564/

لمتابعة الخبر على فيسبوك الساعة الاخيرة

http://www.facebook.com/alsaala

لمتابعة الخبر على فيسبوك مومنت كتب رقمية

http://www.facebook.com/momentdigibooksl

لمتابعة الخبر على فيسبوك حكمت الحاج

http://www.facebook.com/hikmetelhadj1

لشراء نسخة ورقية من الكتاب بالدخول الى متجر الناشر على الانترنت

http://www.lulu.com/spotlight/momentdigibooksltd

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...