Tuesday, November 27, 2012

شِبــه مُنحرِفـــ"ــة"

شِبــه مُنحرِفـــ"ــة" 




الشروع في الكتابة يعني الإنفتاح كلياً على العالم بكل جماليتك و بشاعة و عمق تشوهك  حتى أني كنت لأقول أن الكتابة فعل فاضح في مكان عام و لا أظن بأني أبالغ.





قبل سنوات.. وفي مراحل التعليم الأولى قالت مدرسة الرياضيات أن الأشكال الهندسية أساس تكوين معظم ما يُسيّر حياتنا و كان يشدني من بين كل الأشكال "الشبــه منحــرف".
كنت أقول " لم تسمح له أخلاقه بالإنحراف و لم تسمح له رغباته بالإستقامة" .. شيء ما بينهما تماما يبقيه صامدا, شيء كنت أتمنى أن أملكه.
لست بثقية ولا بفاجرة.. أنا تماما حيث الإستقامة لا تعني سوى إنحناءة ظهر أثقلته أحمال السنوات, لا تعني سوى أخلاق وعادات تكتسب مع الوقت و بالمخالطة !
لن أكون كما يتمنى الأخرون .. تحديدا لن أكون كما تتمنى ان أكون.. ليس لأني لا أريد, بل لأني لا أستطيع !
في محاولتك لإصلاحي قد تخسر الكثير و قد تخسر نفسك, و أحيانا قد تخسرني!
ذلك التوازي الذي أعيش فيه, جنبا لجنب مع شيطاني وعلبة سجائري سينهار إذا ما حاولت تجاهله, لن أكون كما غيري
مستقيم موازي لعادات المجتمع, يضاجعون الصمت لينجبوا وليد تقوى مشوه نفسيا !
لن أضاجع الأخلاق و حسن النوايا, لن أغازل الصمت وطأطأة الرأس.. فرأسي كبيرة و لا تنحني إلا لتسقط و أنا لا أسقط إلا لأعلى !
إنتمائي لهذه الأرض خطيئة و لا أعرف من سيحاسب عليها, قناعتي توصلني لنوع خاص من السلام الداخلي و ذلك يكفيني !






لطالما تساءلت هل أنا المختلفة أم أنهم المتشابهون, وكنت أجيب أن  زاوية النظر هي التي تختلف !
وعندما قررت أن أرفع رأسي و أخرج عن إستقامة القطيع, أشار أحدهم إليَّ وقال " منحرفة" فأجبت و الإبتسامة تعلو وجهي :"شبه منحرفة لو سمحت" !

Sunday, July 15, 2012

هذه ذراعي .. وتلك دمائي يا عنصريين !





 قبل الشروع في الكتابة هذه المرة ... وجب عليّ تحضير ألف إعتذار و إعتذار .
لكني لا أعتذر .. ومن ثمَ فليذهبوا للجحيم بتذكرة  .. من الدرجة الأولى أو ربما من الدرجة الصفر !






كانت الرابعة عصرا و "مكيف " سيارتنا معطل, الحرارة خارجا لا تطاق  و الزحام شديد في هذا المكان, وجوه عابسة و أخرى حزينة و الكثير الكثير من الأوراق و الطوابير حول ذلك الباب الصغير.
و أنا أكره الإنتظار .. خصيصا عندما يخص الأمر أوراقا ومعاملات حكومية, هنا أشعر أني "تؤلول" أتطفل على كيانهم رغم أني فعلا "في حالي".
تقدمت عبر الطوابير .. و أنا عادة لا أحترم قواعد الإنتظار .. فهم رجال و أنا وحدي فتاة.. لن أنتظر !
تقدمت نحو ذلك الباب .. طرقته و دخلت.
الفتاة  جالسة خلف مكتبها و بإبتسامة مستهلكة مدت  يدها نحو لتمسك الأوراق " بديري تحليل للشهادة الصحية ؟" أجبت " ايه"
" خوذي رقم من غادي".. اتجهت للمكان الذي أشارت له و أخدت رقم وعدت أدراجي نحوها.
كان الزحام شديدا شد إنتباهي وجود  ممرضة للنساء وممرض للرجال للقيام بإجراءات التحاليل.

لكن و لشدة الزحام تقدم نحوي رجل  أربعيني  أظنه مجرد موظف ولا يبدو أنه يمت للطب بصلة " وين الإبرة" وجه سؤاله للفتاة الجالسة و أنا أنظر بإستغراب " بيسحبلي هذا و لا شن.. تي كيف كان واقف شاد الأوراق ف الباب !!" أحدث نفسي في ذهول.
و ماهي الا لحظات حتى وجدته امامي يأمرني "هاتي ايدك" !
سحب ذراعي الأيسر نحوه لكني أدرت وجهي للجهة الأخرى .. أكره رؤيتهم يسحبون دمي .. يأخذون مني دمي .. بكل ما فيه مني .. من ذكرياتي,, من أحزاني و كل ما هو ملكي .
لم يكفيهم أن أخذوا مني هويتي و إنتمائي ,, اليوم هم هنا ليأخذوا دمي !
إنتهي الأمر في ثواني .. لكنه كان موجعا .. بحجم الوجع الذي يلازمني من هذا البلد و أهل هذا البلد .. بحجم الكراهية و العنصرية التي  تتنفسني هنا و أختنق بها مراراً.
أنا لا أطالب بشيء.. أنا أنتظر إنتهاء المعاملات الورقية لأسافر.. لكي أسافر وجب تجديد إقامة تواجدي هنا, و لأن إقامتي منتهية الصلاحية و لأنني " أجنبيه" سترضع الخزينة من ثدي جيب أبي, ذلك الرجل الستيني الطيب.
"خليهم يدفعوا شن يبوا حتى هما ببلاش ساد يجونا و ياخدو فلوسنا" تحرشت هذه الكلمات بمسمعي و أنا في طابور أخر من طوابير "الأجانب" في مصلحة الجوازات فرع مصراتة لكني لم أهتم, سمعت ما هو أفظع من ذلك !
كان موجعا, أني ولدت هنا .. وتعلمت المشي فوق هذا التراب و تنفست ذات الهواء, لكني " أجنبية" و سأبقى " أجنبية"
أذكر الكثير .. الكثير من المواقف حيث ترتسم علامات التعجب عندما يصدر تعليق عنصري من شخص أمامي فأرد " حتى أنا مش ليبية" و يتم "ترقيع" الموقف بإبتسامة بليدة لا أحبها !
هنا فقط .. يروون "الأجنبي" إستغلالي, و يطمع في ثروات البلد و قد "يكحل" في نساء البلد و ويل له إن كانت حالته المادية أفضل من ابن البلد !
هنا فقط " العمالة الأجنبية" أقل بشرية منهم, رغم أن  المواطن الليبي السامي لا يستطيع العيش بدون " سباك و نجار و  بناي أجنبي" !
هنا فقط " الأجنبي " يعامل كتؤلول غير مرغوب به وكمخلوق أقل رتبة من ابن البلد.
بإمكاني القول أني أكره هذا المكان كثيرا و أحبه أكثر, أحببتها الثورة ,, كانت تجربة غريبة غيرت الكثير . لكن مالبت الوضع أن عاد للأسوء  إختلف حال الناس هنا عندما إقترب الموت منهم و صار قاب قوس أو أدنى كانوا أكثر ألفة و محبة للغير لكنهم اليوم أسوء مما كانوا عليه قبلا !
أحزن كثيرا لحال هذا الوطن لكن هذا الوطن لا يأبه بي البتة !
وطني .. بالكاد أتعرف عليه ,, لا أحمله سوى بين صفحات جواز سفري .. الوطن الذي أحمله كاكسجين في رئتيّ هو ليبيا ,, لكنني أختنق بعنصريته !

ذراعي خدرة و قطع القطن الطبي تلك غرقت بدمائي, قطع الرجل أفكاري  قائلا " اضغطي عليها كويس" و أنا أهز رأسي بصمت.
كان الوجع في كل مكان .. ذراعي, قلبي, ذاكرتي و الكثير غيرهم.
حملت نفسي و أوراقي و خرجت من الباب متجهة نحو الغرفة المجاورة لإكمال الإجراءات.
ذراعي تؤلمني بشدة و الدماء لا تتوقف أكملت ما تبقى وخرجت مجددا من وسط زحام العمالة " الأجنبية" كانوا أناساً جاؤوا يطلبون لقمة العيش لهم و لأسرهم لكنهم يعاملون كقطعان الخراف !


في الطريق للبيت .. و أنا مرتمية على الكرسي الخلفي للسيارة أضغط على ذراعي الأيسر .. قررت نزع قطعة القطن تلك, لكني دهشت ! .. ما كان يفترض به أن يكون أثر رأس إبرة  كان  شقاً طوليا "حوالي 5 ملم"  صرخت بوجه أخي " هذا علاش ما نحبش نمشي للعيادات و المستشفيات الليبية.. مزطو العِرق وشوهولي ايدي  !!!!! "


Saturday, July 7, 2012

محاكمة وحيد القرن




في المدينة الكبيرة.. حسنا .. ليس تحديدا .. أقصد على أطراف المدينة الكبيرة .. تماما




عند طرف المدينة كانت قبيلتي الصغيرة... الصمت في قبيلتي للرجال .. و أنا لست رجلا بالطبع .. أنا طفلة ترثارة .. أحب الصراخ .. احب الضحك و الضحك في قبيلتي جريمة .. و أنا تحت سن الرشد .. لن يحاكموني !

بقي لي ألف سنة .. و أبلغ سن الرشد القانوني..
ألف سنة جنون.. ليقال عني بالغة .. فحاكموها !

سرقت الليلة حذاء والدتي ..حذاء عالي الكعب يغري الناظرين .. الناظرين لي طبعا ..لا للحذاء!
و لكنني طفلة .. و الطفلة في قبيلتي لا تغري !
و اتجهت أطقطق به صوب المدينة.. خرجت من باب بيتنا الخلفي.. زحفت قليلا كي لا يراني أحد .. و إتجهت لمنزل " آدم" القابع خلف منزلنا ..



همست بإسمه كي لا يسمعني أحد.. فضحكت.. إن لم أكن قد سمعت نفسي فكيف سيسمعني هو !
التقطت حجر و أنا أبتسم  لتلك النافذة .. تماما.. انها غرفته
حجر و إثنين و تلاثة ..ثم كاد الرابع أن يصيب رأسه

" يا مجنونة .. شن في ؟" .." انزل الله يهديك.. عندنا مشوار".. أحضر معك حقيبة الكلام .. سنحتاجها!

  يناقشني ..  يحاول أن يردعني !

ولكن ..
هباء هباء يا حبيبي .. " سنذهب" !

                                                     *    *     *

 

المدينة .. اجل المدينة .. هل لي أن أقول إنها أنثى ؟

اممم اذا فهي أنثى فائقة الدلال.. متبرجة و بكامل زينتها .. أضواء و رجال
و ما دخل الأضواء في الرجال ؟
لا أعلم ..

"ناولني كلاماً معسولاً من الحقيبة" خاطبت " آدم"

" أدم" طيب جدا.. طيب لحدود البلاهة أحيانا .. رغم أننا ولدنا في يوم واحد ..وفي كوخ واحد و على يد إمرأة واحدة.. لكننا لا نملك فكر واحد . لا نملك جسد واحد و الأهم .. لا نملك لسانا واحد!

و إرتديت تلك الكلمات..

  

 ثم قصدت الرصيف, جالسة على طرفه أنظر للمارة, إلى أن ظهرت إمرأة من وسط الزحام.. خاطبتها قائلة :
 

" سيدتي .. ام أقول أيتها الجميلة.. هلّا دللتني أين الطريق لمركز المدينة؟".. نظرت إلي بتعالِ و أكملت طريقها !
لم تجبني !
ربما لم تفهمني .. هكذا تقول الأساطير في قبيلتي .. أهل المدينة .. يتكلمون لغة أخرى .. لا تشبه لغة أهل القرية !



_هيا .. لنعد أرجوك... خائف هو " آدم

أنا لا ألومه !

لكنني سأكمل .. سأصل لمركز المدينة .. يقال أن في مركز المدينة ساحة كبيرة خضراء مزدحمة بشجر الرمان .. ذلك الرمان الحلوّ.. الشهيّ..
و أنا من قبل .. لم أتلذذ بطعم الرمان !

                                            *    *      *



كانت الطريق طويلة .. وكان الحذاء واسعاً .. مضحكا على الأغلب و قصر قامتنا يجعلنا ضبابييّن.. لا نُرى كما أظن .. فلم ينتبه لوجودنا أحد !
لم أحزن, ولم يزعجني أن أحداً لم يلحظ وجودنا لكنني إنتبهت لهم ,, ما بهم يا إلهي؟
إنهم باهتون.. ملامح الحزن محفورة على وجوههم ..
كل المارة حولنا .. متشابهون .. اللون... كئيب !
أيتها المدينة .. أيتها الحزينة !

             ما بكِ؟

                                           *    *     *
أكملنا الطريق وصرنا نزاحمهم و " آدم" يضغط على يدي خائفا ..

آآه..
دوى الصوت في المكان
سقوط

.. ظلام
... وجع !

وجدتني فوق جسد " آدم" !
أظنها بالوعة لعينة !

_" فقدنا حقيبة الكلام ... سيعاقبني والدي حتما .. أرجوك.. لنعد أدراجنا " صرخ آدم

_هشششش.. لنحاول الخروج قبل!





_*" الداخل للمدينة ... مفقود.. و الخارج منها مشوه عاطفيا"

جاء الصوت من الظلام .. صدقا .. أنا ايضا شاركت آدم لحظة خوفه تلك.

ثم ما لبث أن ظهر صاحب الصوت ..
غزال .. غزال جميل بقرنيين طويلين ..

دقيقة.. غزال يتكلم !؟؟؟



" لا تخافي.. ما ترينه حقيقة .. أنا أتكلم.. وأنتي لست من المدينة .
ظفيرة شعرك و نظرتك البليدة تفضحك.. من أي قرية أنت؟"



_"أنا .... أنا .. تلعثمت.. فأنا أحادث غزال .. غزال.. أي أنني أحادث حيوان"

_" وكلنا بداخلنا حيوانات" .. قاطع أفكار المشوشة !

                                    *    *     *


_هيا معي .. الوضع ليس بخير هنا ..قال الغزال.

عدى أمامي و تبعته في ظلمة محيرة ثم أكمل حديثه قائلاً :المدينة فوقنا تموت كل ليلة و الوباء سيصل قريبا للقاع ! هيا بنا .
الليلة سيحاكمون وحيد القرن .. المسكين حاولت إقناعه بالعدول عن حبها !"

أكاد أقسم أني لم أكن أفهم نصف ما يقوله .. لكنني كنت أنظر لعينيّ "آدم" الخائفتين.. و أبتسم " سنكون بخير ..ثق بي"
لكنني لا أثق بنفسي.. قد لا نكون بخير ... يقودنا غزال .. في قناة صرف صحي  تحت المدينة !


















* وقفة ..

 
أي سيناريو هو هذا ... و بماذا يفكر كاتبه .. وبما يشعر من يكمل قراءته !!؟
الكاتبة تتساءل ..؟؟!!







*عودة للنص البليد..


إتضح فيما بعد أن هناك مدينة ترقد تحت المدينة .. تضاجع الأخرى كل ليلة و تنجب المشوهيين عاطفيا !
يقال إن هذه المدينة كبيرة جدا .. كبيرة حتى انها إحتوت طبيعتنا البشرية و الحيوانية برفق ..لكنهما إفترقا ..







نطق الغزال" أنا أيضا كنت مثلكما .." ثم قال.. أسرعا ..
الليلة سيحاكمون وحيد القرن !
وحيد القرن كسر القوانين و أحب بشرية !
و البشر يتهربون منا .. يتبرجون و يخفوننا خلف أقنعتهم !

فرفعت عليه قضية !

Saturday, June 30, 2012

إلى مدينة الموتى .. أكرهك !


لأنك يا مدينتي.. لا تملكين شمساً ..     
و ليلُكِ أبديِ..  
لأن الليل حيوانٌ شرس .. و أنتي مليئةٌ بالموتىَ,,          
و لأنني لازلت أتنفس .. رغم الثقوب و النذوب على رئتي ..           

أشتهي السفر
بعيداً عن هنا
بعيداً عن هذهِ الارض
بلا عودة..
أَن
أتذكرها فقط عندما أَحزن

فهي الحزن لِي

أتذكرها عنما أغضب
فهي غضبيِ

أسافر بعيداً
بعيداً جداً
حيث لا يصل هوائهم لرئتَيَّ
ولا يصل نواحهم لمسامعِي
بعيداً .. بعيدا جداً
حيث لا تتشابه الوجوه
ولا تتشابه الأحلام الصغيرة
و لا يتشابه الوجع!

أشتهي سفرا علَى الأقدام
حافية الذاكرة
و طريقٌ طويل

تتورم قدماي
فأكره هذا المكان أكثر
و أكره هذا الطريق أكثر
و أكره العودة أكثر

أشتهي سفراً .. لا  يثقل كاهلي بوزر الخطايا
و لا يخنق عبرتي .. بسوء النوايا ..
أشتهي سفرا .. بدون قِبلة .. غير محدد المعالم
تخونني فيه الاتجاهات,, فلا  الشمال شمال ..
و لا الشرق شرقا ..
يكفيني فقط.. أن  أكسر الدائرة !
أن أكسرني .. أنا الخانعة !

أَلبِسوني العار فوقَ العار ..
و أُنبذُوني يا  مرتدي الفضيلة  .. أُنبُذِيني يا مدينة العذارىَ.
لا تبكي عليّ .. وحدهُ البكاء يعيد إنسانيتكِ..
و أنتي يا مدينتي .. قتلت الإنسانية
قتلتها بدم بارد .. وشربت نخب موتها ببساطة !
تماما كما تشرب الغانية .. نخب إنتشائها ..



أكرهك .. و أكره شوارعك
تلك الشرايين الميتة ..
 اكره أهلك .. ناسك
مواطنين .. بحكم الوطن ..
,و الوطن .. كذبة البشرية !
تبا لكل الثورات .. كلها كاذبة .. خدرت تفكيرنا بكلمة " حرية..
و أنا لست حرة مادمت هنا ,, ليس الموت مرارا بحرية !!

أشتهي ..
أتمني..
و أحيانا أخشى

رحلة من ألف ساعة *
خارج الزمان
لا حدود.. لا قيود
لكن ...
سيأتي يوم نمشي فيه حفاة
فقط.. خارج هذا المكان

Tuesday, May 15, 2012

الصحراء الماطرة





على الأرجح ما كنت لأتقبلني لو أن لي أن أختار البقاء معي !


أدرك تماما من أنا و من أكون و كل ما أحمله بداخلي.. من فوضى و تضارب ...
في الكثير من الأحيان.. تؤلمني الأنا ..
لأني أراها تضيع مني .. تنسكب من بين أصابعي رغم ضغط إبقائها !

 في أقصى القطبين .. كنت اجد نفسي دوما .. لا أملك الحسم ..
لي أن أكون قاسية .. حد الوجع ..
أو أن  أكون وديعة حد البلاهة ..
مفرطة المشاعر..تقودني تصرفاتي ..







كنت ألومهم .. ألوم طفولتي..  التي لا أذكر منها إلا القليل .. فلاشات بسيطة تبرق من حين لأخر
ربما لأنني طوعا .. بترت الذاكرة ..
أحداث كتلك التي عشتها في بداية طفولتي .. حتما ما كان يجب أن أبقيها بذاكرتي ..
لكنها إلتحمت .. حاولت .. حاولت جاهدة الأ أتحرش بذلك الجزء من ذاكرتي ..
لكن  شبح الماضي كان يطاردني ..

 و إتهموني بالماسوشية .. و إتهمتهم بالجهل ..
ربما الألم .. الإحساس الوحيد الذي أشعر معه أني لازلت على قيد الحياة
بتلقائية عظمى .. يننجذب الحزن إلى .. ربما لأنني لم أعتد الفرح ضيفا..


وصلت حدا مخيفا لهم .. مريح لي..
حد التلذذ بالألم ..
كنت أتحسس معصمي مرارا و تكرارا.. و صورة الدماء تبعت الإبتسامة على وجهي
و أنا أتذوق طعم دمعتي ..
كلما بكيت أكثر .. إزدادت ملوحة ..



لا أحد .. نعم لا أحد... كان هنا من أجلي ..
فلما اليوم .. يحكمون عليّ !
من أعطاهم هذا الحق ..

 مترددة دوما .. و رجل واحد .. لم يكن يكفي ..
البقاء..هنا يعني الكثير .. حتى رحل..
كانت المواجهة مع الذات مزعجة .. لأني أعلم حجم بشاعة ما تحت هذا الجلد..
أعلم وزر النوايا .. و حِمل الماضي ..

لا أحبني .. لكن ليس لي أحد سواي ..



و بين من أكون .. و من أصبحت ..
لازلت.. أغرق في دمعة  !

Tuesday, March 6, 2012

يـوم في العاصمــة

                       يـــوم في العاصمـــة 

                                                 ... أو بالأحـــرى " يوم في كوكب آخر !"




أنا القادمة من تلك المدينة الصغيرة ..حين وطأة قدمي العاصمة .. فقدت حواسي !
حاسة البصر.. فقد خُطف من شدة إنبهاري  .. وروعة المباني و حتى من " الزحمة "
و حاسة الشم .. هي اساسا تاعبة من الحساسية و الجيوب الأنفية اللي عندي.. لكنها زادها دخان عوادم السيارات..
أما إحساسي بما حولي.. فبدا لي أني فقدته تماما..
ألصقت وجهـــي على زجاج السيارة و بصري مشتت في كل الإتجاهات !








  البداية حتما .. بمشوار صباحي للعاصمة ..تحديدا للخارجية..قسم التصديق والتشحوير !

الساعة الثامنة .. إرتدت السفر على عجالة .. و أنا لا أصدق أني متجهة للعاصمة !
لا أعرف .. لكنني أحبها ..  دوما أتمنى لو أمكنني المكوث بها !
" يا بابا .. بوسوني و حطوني على طرف الطريق ..زي الخبزة اليابسة.. مااانبيش انروح !"
داعبت مسامع والدي بتدمري الدائم..لكنه كعادته .. إكتفى بالإبتسام و أكملنا الطريق ..



خرجنا من بوابة " الدافنية" المدججة بعدد لا بأس به من انواع السلاح و العتاد و " الأعلام"..و منذ  لحظة مغادرتنا لها
تناوبت علينا البوابات .. و تكررت مشاهد صغار السن يتوشحون البنادق و يقفون و سط الشوارع
وسط تدمري " مش المفروض يكونو في مدارسهم؟؟"

أكملنا ..



العاصمـــة .. و صدمتـــي الحضارية !

" يا بابا .. نحس فيهم ناس.. لكن مش زينا ؟؟!!"
للوهلة الأولــي .. صدمتني بلاهة التعليق الذي صدر مني ..لكنني لم أبالِ فهذا فعلا ما كان يجول في خاطري !
مأخودة أنا بأسلوب الناس في التعايش.. أسلوب لم أعتده قبلا !
هنا .. المدينة كبيرة ..وفلان على الأغلب ما يعرفش فلان.. ومش فاضي اساسا يراقب فلان او يقصقص على ذات الفلان !

لا أحد هنا ..يحاكمك من منظوره.. بماقييس الآيزو خاصته !
لا أحد يهتم .. يا بنتي البسي ولا ما تلبسيش.. سوقي سيارة ولا ماتسوقيش
بنظري .. دوما المدن الكبيرة تلازمها الأحلام الكبيرة و الطموحات الأكبر ..
و كنت أنا أختنق بأحلامي و طموحاتي في مدينتي !

عموما ..
وصلنا .. بصعوبة ..لكن المهم وصلنا ..
طوابير طويلة .. كطوابير الجمعية سابقا .. بشرتني بأني حتما سأتأخر !

" تفضلي خشي يسار و خودي يمين " جائتني هذه الكلمات من حيث لا أدري..
تبين انه رجل حاقد.. كون طابور النساء ..لا يتعدى عدد من به 3 نساء :D

دخلت .. وسط ما يعرف بــ" تلقيحات" المنتظرين من العنصر الرجالي و إمتعاظهم !

" طنشت " ووقفت مطولا .. ثم قلت " خلي نستفسر".. " معلش نبي نصدّق ورقة شنو المطلوب ؟" "ارفعيها لمصلحة الجودة قبل وتعالي"
هو رجل ربما أربعيني..لم يكلف نفسه عناء النظر إلي ..

خرجت .. و أنا ألعن شيئان .. " الزحمة اللي كنت فيها " و " المشوار اللي بعتوني ليه !"



بدايـــــــة أكشن كوميدي :




" تاكسي" قالها والدي و هو يشير لــ" كحلة و بيضا".. كان بها " كهل تربعت بقربه عكازته..
" يا حاج نبو مصلحة الجودة "..رد مبتسما بخبث " هذي في جنزور"
جنزور .. مكان على الأغلب لم تطأه قدماي .. لكنه يبدو ممتعا ..
إنطلقنا.. معتقدين أنه قاب شارع أو أدنــى .. لينتهي بنا الأمر بــ45 دقيقة في االسيارة ...




" اي و الله .. منو خربها البلاد الا انتو و ثورتكم ؟"
قالها بصوت خافت .. تم تنهد ..
كان يدرك أننا من مدينة أخرى .. و أننا من بلد آخر..  لذا لا أظن أنه وجد قيودا في الحديث معنا ..


" معمر .. كان مدللنا ..و معيشنا أحسن عيشة .. توا لا أمن و لا أمان ..السلاطة و الخيار اللي كانت بخمسين قرش ولت بزوز جني وتلاتة"
خيم صمت طويـــل .. ثم نطقت ..
لكن يا عمي الحاج.. راهو مادارش خير في البلاد و العباد..

لي أن أقسم انه " قريب فتح الروشن و حذفني منه"
لكن صمت قليلا ثم أجاب:
" معمر جاب النهر الصناعي من وسط الصحرا.. و طلع الطليان من بلادنا وطردهم .. ولما قال بيعطي 500 عطاها وخديناها .. وين ال2000 اللي قال عليهم بوشنة ؟؟"
" لكن يا عمي الحاج معمر مات و خلاص عصره انتهي "
لا إراديا خرجت الأحرف من فمي ..
" هات ايدك يا حاج" و ضرب كفه بكف والدي صارخا " معمر مزال حي" " حي يرزق و بيطلع في هاليومين و يديرلكم مفاجأة" !



في هذه اللحظات بالذات .. بدأت أنظر حولي " الحمدلله الرواشن مسكرات"
 استرسل الرجل في الحديث .. وسط ضحكي تارة .. و شكي في قدراته العقلية تارة
كان لابد لي أن أحترم رأيه .. لن أعارضه " مسكين ياما شايل ف قلبه .. خليه يتكلم "
قال الكثير و الكثير " و شنو اللي خلاه ما قالاش "

الجو تميز بالحرارة .. و تلك المسماة " نافذة" ناحيتي لا تفتح .. " وياربي غير امتى نوصلو"
و وصلنا .. يا بسم الله
نزلنا .. الغريب .. انه مافيش زحمة !!
وقفوني في الباب ..

 (اليوم إعتصام .. مش موجودين جماعة الإدارة !!)
صدمنــــي عندا نطق بها ..!!
باهي و انا ؟؟ و الطريق ؟؟ و عمي الحاج و التاكسي و التصديق ؟؟ ومعمر !
مش برضو لما كان معمر .. ماكانش في إعتصامات ؟؟

" زرطتها " ورجعت للسيارة .. مجددا .. ألعن الكثير هذه المرة ..

دخلت " سيارة صينية " أغلقت المخرج و سط فوضى مستفزة ..
فصرخ الحاج المحب للصراخ طبعا " مش مكـــــــــــــــــــانها السيارة"
" الشبوب " إكتفى بتلويح يده لا مباليا .. كان الأمر كافيا لإشعال غضب الحاج !

" ماك مش عارق فيها .. خـــــــــــــــانبها "
عموما .. هو نطقها .. وانا بديت نشهد !
يا عمي الحاج هذي اعصابك تربح !
" فددونا معاش يبو يطلعو منها طرابلس .. خلوها كيف المستعمرة.. مشط مشط مشط وبس "



عدنا أدراجنا " نهـــزو " .. و الحاج مزال " معمر و معمر ومعمر ومعمر "
الجو خانق .. و أنا أصبت بالملل.. و الحمدلله .. المدار موقفة نت الموبايل " لغرض التطوير و البلا بلا بلا " .. و الليبيانا ما فيهاش تغطية..!!
سمعت كم اغنية .. وجربت كم وضعية في النوم و أخيرا .. استقريت " مقعمزة " وخلاص !

في طريق العودة .. خيم صمت غريب .. و الحاج ما تكلمش !
إلى أن نطق " أني لين نموت و يشّــرحوني .. معمر وبس !"


حبيت واقع معين في هذه اللحظة .. " الوفاء" مهما كانت الفكرة أو العقيدة أو الإتجاه !

إحترمت الكثير.. المدينة الصامتة ..الرجل .. إحترمت رأيه و نزلنا مودعيين له



صديقتاي في الإنتظار .. كنت قد ضربت موعدا مع صديقتين .. كان قد جمعني بهما الفيس بوك قبل سنة و نيف .. ولازلنا حتى الساعة
على اتصال دائم ..
وصلت و أخيرا ..
وحطنا عمي الحاج و نزلت نجري للبناويت ..
كان لقائاً مفرحا.. أنساني الكثير مما مر هذا الصباح..
قبلها بدقائق .. كانت قد وصلتني مكالمة هاتفية ..
" نور .. كان عندك نت شوفي المنظومة.. طلعو النتايج ره "
غزاني مغص غريب .. و خفت كثيرا " سوسو ..خوذي الرقم و الباسورد.. شوفيلي انتي .. انا ف طرابلس و ما عنديش نت"

و الحمدلله .. نجحت في مادتين و المنظومة عااااطلة كالعادة.. ما نزلوش المواد كلهم !
إكتملت الفرحة بلقاء " إيمان و فاطمة" و عناقنا مرارا و إلتقاطنا لعدة صور تذكارية ..
وسط كرم ضيافتهما و إصرارهما على إستقبالنا .. إضطررت لتوديعهما

 الساعة قاربت الثانية ظهرا .. وانا جيت و ما قضيتش مشواري و مهمتي !
تبادلنا الهدايا .. الضحكات و التعليقات .. ثم ودعنا بعضنا البعض على أمل اللقاء قريبا " مدام ما درت شي اليوم معناها بنرجع الايام الجاية بإذن الله"

الطريق " زحــــــــــمة !.. و السيارة بالكاد تتحرك .. " باهي يا بابا .. اللي سيارته تصرف و خاش في الزحمة..بيخر فينا و لا شنو ؟"
والدي " قالق " .. هو لا يحب الزحام .. لا يحب المدن الكبيرة .. و لا يحب كل ما يشعره بالغربة !
لعدة دقائق .. " بحلقت " بمعالم طرابلس .. وانا اودها مغادرة
عائدة لتلك المدينة " الصامدة" " الخانقة " التي ولدت و ترعرت بين ربوعها .. لكنني حتى الساعة.. لم أعتد تنشق هواءها  الخانق!!





انتهى اليوم بالعودة خاليـــة الوفاض .. لا ورقة تصدّقت و لا جودة فتحت اليوم !
و ظهري يعاني تشنجات من كثرة الجلوس ! " مش متعودة نعطل ف السيارة "



في إنتظار العودة بعد أيام .. يمكن يكونو فضّو الإعتصام!


Saturday, February 18, 2012

من خَبَايَا الذَاكِرة " سقوط أول شهيد بمصراتة"

    " الرقم المطلوب مقفــــل "


للمرة الألف على ما أظن .. ظلت إسطوانة المدار تصرخ بأذني بذات الجملة ..
بدأ الخوف يتسلل لقلبي .. مختفي منذ يومين .. و صفحته على الفيس بوك  لم يمسسها منذ يومين..
غريب .. هو لا يختفي هكذا ..
أعدت المحاولة مرارا و تكرارا.. و ضل الرقم مقفلا ..
لا أصدق الأخبار إلا منه .. لكن أينه ؟
لا شك أنهم إعتقلوه .. فهو يعرض نفسه للمواجهة معهم منذ مدة بصفحته تلك " يحدث فقط في ليبيا"
فعلا .. يحدث فقط في ليبيا أن يختطف  صاحب صفحة على الفيس بوك !


اليوم .. الجمعة .. 18/2/2011
أي أن البارحة ما كان المفترض به أن يكون يوم الإنتفاضة .. مصراتة لم تنتفض للأن ..
و لا أخبار سوى عن بعض التحركات في بنغازي ..
قناة القنفوذ لا تعرض سوى أغاني الجلسة .. أما الجزيرة و العربية .. فقد بدأتا تعرضان بعض الأخبار و الصور ..
لا أدري ..
يبدو الأمــر أكثر جدية مما ظننت ..

أذكر أني  إستيقضت عن وجع ..  يدي خدرة .. فقد كنت قد نمت على الأرض و أنا أتابع الأخبار 
على قناة الجزيرة..
اليوم .. بدأت إشارة الهاتف بالتقلقل و تدهورت حالة الإتصالات ..
صرت أتصل بصديقتي .. " شن في يا أريج ؟ حداكم شي؟ طمنيني؟؟؟؟؟ !!! "
الحمدلله حتى الآن الأمور بخير .. كل شيء هادئ.. لكنني لست مطمئنة ..
أكره هذا الهدوء المستفز !




أذكر .. أنني كنت بالمطبخ حينها..الساعة لم تتجاوز الثانية الثانية بعد الظهر أرج هاتفي بحتا عن تغطية أفضل..
حين  سمعت صوت رجل  يصرخ  بأقوى أربع كلمات سمعتها بحياتي !
صرخ قائلا " ثــــوري ثـــــوري يا مصــــراتة "
 قالها ثلات مرات ..  ثم سكت !
 هرعت لنافذة المطبخ .. لم ألمحه .. لكنني لمحت عددا من الجيران يركضون بإتجاه الطريق الفرعي لمنتزه الجوهرة 
و بعدها حلّ صمت مريب ..
وقفت مشدوهة .. و قلبي يكاد يقفز من صدري من شدة الخفقان ..
 حتى الساعة .. مزال صوته يتكرر بأذني ..
يا الله .. كم أثر بيّ هذا الرجل

" ماما.. ماما.. سمعتيه ؟؟ سمعتيه ؟؟ ماما بتتحرك مصراتة بتتحرك "
امسكت يديها و أنا أصرخ بهذه الكلمات ..


بعدها بساعات .. سمعنا إطلاق نار .. و كنت أراقب الأوضاع من نافذة الغرفة.. المطلة سلفا على الطريق الرئيسي المؤدي لميدان التحرير حاليا " ساحة التاكسيات!" سابقا..
رأيت عددا من الرجال يرتدون " صاعقة زرقا" يتوشحون الأخضر و يهرولون بإتجاه الميدان ..

حل الظلام سريعا تلك الليلة ..
لتحل معه أول مفاجآة الثورة ..


أوقدت السماء بلون أحمر برتقالي وسط صوت مذووي.. لم أعهده قبلا ..
صرحت " حي محلاااهم !" ..
صرخ أخي بوجهي .. " هذو 14.5   يا بنت !" !!


الأمر تحول من مجرد محلاهم .. إلى إطفاء جميع أضواء المنزل تحسبا لأي طارئ ..
لم ننم تلك الليلة..


فقد جاءنا خبر سقوط أول شهيد في مصراتة ..
خالد أبوشحمة .. كتبه الله  من الشهداء و أسكنه الجنة ...

إنتهت الليلة .. لكن لم تنتهي الحكاية !

Wednesday, February 15, 2012

من خَبَايَا الذَاكِرة .. قَبلَ اليوم بِعام { الجزء الأول }

 مش كان عجلوّ بالثورة شوية راهم جو مع عيد الحب هههههه



كان واحدا من أكثر التعليقات إستفزازا التي قابلتني ذلك اليوم .

 كنت أغزل هنا وهناك بين صفحات الفيس بوك.. وسط صياح أخي الأكبر
" يا بنت ما تعلقيش و ما اديريش اي لايك لأي صفحة"
لم أهتم فعلا لتلك التحذيرات.. ربما لأنني أظن " الثورة" ستكون عابرة !



 كان الحدث قاب حلول أو أدنى وكل حواسي متأهبة.. لا أدري لكن الأمور لم تكن بخير
رغم الهالة الإعلامية التي كانت تطوق الموضوع ..
كان يوما شبه عادي.. قضيته و أنا أرقب بعض البلهاء يتوشحون اللون الأخضر ويهتفون هنا..
الفاتح الفاتح .. وكنت أتمم " الله يفتح راسك إنت و اياه !" !
في شارع بنغازي بمصراتة .. كنت أكتفي بمشاهدتهم عن بعد و أنا أزدري حالتهم تلك
في حين كانوا هنا يصفقون و يرقصون.. تنقالت بعض القنوات خبر وجود تحركات في مدينة بنغازي
للأمانة .. لم أظن أن القصة ستتعدى بضع مظاهرات .. التي في الأغلب توقعتها ستقمع و سيبقى الحال كما هو عليه !

 الأمن مستثب في مصراتة.. وقد لغيت معظم محاضراتي و  معظم مشاريعي في إنتظار الساعات القادمة وما ستجلبه
من خبايا لم أكن أظن يوما أنها ستغير حياتي و حياة بلد كامل !
خلدت للنوم و أنا ألعن الظلام.. و الظلم..






يتبع ........


Tuesday, February 7, 2012

الحنين 2

إلـــي رجل النهايات العظمـــي   ( 2 )









إستيقظ حبيبي,, إستيقظ يا وجعي !

صباح أخر,,بدونك..

لا يشبه أي صباحاتي معك..وانا المواظبة على مشاكستك صباحا..
صرت أشاكس جراحي و أنكأها !!


 

.. العاشرة صباحا.. أم أقول العاشرة وجعا
لم اتململ من مكاني.. اوقفت نشاطاتي كلها

مزاجي صار أكثر حدية.. لأنك مهدئي !





هواتفي.. بريدي الإلكتروني

كلها جائعة لك.. فأين أنت ؟

البارحة.. غفوت وأنا أحتضن هاتفي.. و بريدي مفتوح..والقلب كذلك

لإستقبالك.. لكن البرد تسلل في غفلة مني !





لاح نظري صباحا نحو الإعلى.. لا شيء يشبه شيء

و لا أنا أشبهني

تمتد يدي لأطلب رقمك

فتردعني كلماتك.. " إن كنت تهتمين لمصلحتي.. إبتعدي عني !"

لكني لا أستطيع

كل ما حولي يصرخ بك
  و ستائر الغرفة تحتض الرياح.. تطالب بك
و الراديو المنهك.. يسعل بنغمات مستهلكة..
كل شيء.. يبدو.. أسوء !





الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...