Saturday, January 28, 2012

شيء منـــي...


نحـــن لا نفقد براءة الطفولة التي تسكننا إلا بنضجنا







بتثاقل شديد أسدلت تلك الستائر الحزينة
و احتضنت خيبتها و ارتمت  فوق سرير من وهم..
ليحل الصباح سريعا معلنا قدوم يوم أخر
يصبح معه للاستيقاظ نكهة الوجع..


كانت قد بدأت تدرك أن محاولة إبقاء ذلك الشيء الذي ينبض بين
أضلعها حيا مهمة  كبيرة قد وقعت على كاهل طفلة صغيرة
بعض المهام تولد معنا
نكتفي فقط بتنفيذها دون أن يكون لنا رأي
هل نريدها؟
هل فعلا نريدها؟

هي لم تكن يوما جميلة ذلك الجمال الباهر الذي يخطف انتباهك
لكن كان لها ذلك الحضور الذي يرغمك على ملاحظتها
و يمنعك من رفع بصرك عنها
ولدت هي بذلك السحر الغامض المستتر تحت جسدها النحيل
تحت بشرتها البيضاء الطفولية بملمسها

كذلك فإن بشرة بيضاء لا تعني دوما نوايا بيضاء لا تعني قلبا أبيضا
نحن اليوم في عصر لا تحكمنا فيه الألوان
لكن هي كانت تحكم ألوانها بإنفرادية
كانت تعشق توشح الأسود
أظنه كان يعكس عمق ذلك الفراغ داخلها
يعكس تلك الظلمة التي  غرقت بها لسنوات



كان صباح ذلك اليوم باردا جدا
تبهت لخدر ذراعها اليمنى مدركة أنها نامت مجددا دون غطاء
منذ زمن
فقدت ذلك الرابط الذي يجمعها بجسدها
كانت علاقتها به جد متوترة
هي حتما لا تكرهه لكنها فقط وببساطة لم تحبه يوما


أخيرا
تستمجع قواها و تجر نفسها خارج ذلك السرير المرهق من احتوائها
لتفتح باب الغرفة على ذات العالم الذي أغلقته عليه قبل نومها
ضجيج.. يليه صراخ
 و رائحة الخوف تعبق من المكان
هو بيت يتنفس ألما
يتغذى على أمالها و يكظم أحلامها التي لم تكن يوما أكثر من مجرد خربشات تمددت فوق صحراء دفاترها..
هو بيت تشعر داخله بالغربة و تشعر أيضا بالأمان
غربة تمثلت في كون من حولها لا يعرفها
لا يعرف منها سوى إسمها و بعض تفاصيل مملة

Saturday, January 7, 2012

هذياني..لي وحدي !

إرتداني على عجالة ..
إستباحني..
لم يتبع خارطة الجسد.. لكنه غزى الجسد..

التاسعة بعد الغياب..
يهاتفني عن إشتياق.. يرثي فيَّ ماضينا.. ثم ما لبت أن ضرب موعدا للوداع..
أنا لا أحب الوداع ......في الحقيقة .. أنا لا أعرف ضمنيا ما الوداع !

لكني أدرك أنه نهاية..و أنا أخشى النهايات.. مع هذا الرجل.. لا تصلح النهايات.. نحتاج لشيء أكبر,,
مع هكذا رجل.. نهاية واحدة لا تكفي !

كان موعدا مختلفا.. لا يشبه تلك المواعيد التي ضربناها قبلا و خذلنا فيها الحضور..
كأني للمرة الأولى أدخل غرفته.. وطني ومنفاي..
كان الإستلقاء على ذلك السرير.. حياة !

داعبني.. 
كأنني طفلته..  

كنت أحبه تدليله لي ,, 
أذكر ذات ليلة و أنا أتوسد ذراعه..همست..

ستفسدني بدلالك هذا.. سأعجز عن إصلاح نفسي بعدك.. طبع قبلة على جبيني 
ومن قال إنك ستحتاجين لهذا.. إلى أين أنا ذاهب !



لم أستطع هذه الليلة أن أخبره أني رأيته يحضر حقائبه للرحيل !

الليلة.. أنا لست أنا..
سأفتح ثقبا أسودا في سريره.. يكفي لإبتلاع كلينا..

..............................................................................................................


متقطعة الأنفاس كنت أصرخ أحبك.. و كان يضمني أكثر لصدره..
كنت أشتهي الموت.. و كان يبعث فيّ الحياة !
خارت قواي بين يديه و وقعت أبكي..
كان الأمر غريبا.. بطريقة هستيرية.. صرت أضحك..
أحبك.. فلماذا ترحل !
لماذا أحضرتني الليلة للوداع 
أم أقول لماذا أحضرت نفسي لأموت هنا..
قبل رقبتي..ثم داعب أذني بلسانه و همس.. سأكون هنا.. و أشار لبطني

صرخت.. إذا أنت تعلم..
تعلم أنك صرت بين أحشائي!



ضمدنا الجراح.. وفتحت أنا باب القفص لذلك الطائر.. وتوسدت الأحلام أحتضن طفل عبثنا!









Wednesday, January 4, 2012

أنا .. لا أنتمي لهم !

عشرون عام وعام..
هي حصيلتي من الأعوام..
أنا..لي إسمان.. لي هاتفان..لي بريدين الكترونين.. لي (وطنان)..
أو هكذا أظن !


الماضي و الخيار الذي غير حياتي..
قبل ثلات عقود.. إلتقيا.. تحادثا طويلا تم تزوجا .. أطال الله في عمرهما  و بارك لي الله فيهما..
إرسل في طلبه لتوقيع عقد عمل و جُلب على وجه السرعة لهذا الوطن..
و بعدها بسنوات.. جئت أنا !


المستقبل.. لا يشبهني !
لأننا في وطن لا يتقبل الآخر. حبيبي.. قد لا تتقبلني والدتك !


الحاضر .. يتنفسني.. فأختنق به !
تائهة أنا بين وطنين.. أحمل هوية أحدهما وهواء الآخر برئتيّ !
أعيش هنا.. حيث حاولت طويلا أن أتأقلم مع كل من حولي.. أنا أحاول.. بنما هم لا يفكرون حتى في أن يتقبلوني !
لطالما كنت الفتاة المختلفة..
كنت (الأجنبية) .....في البدء كان الأمر مزعجا.. و أحيانا أخرى كان مضحكا
إذ كانت تحدث لي مواقف غريبة.. لا لشيء سوى لأني مختلفة .. لأني لا أنتمي !
وما الإنتماء؟
وطني..أنا لا أنتمي له.. لم أزره إلا قليلا.. لا أعرفه..
بينما هنا.. أعرف مداخل هذا الوطن و مخارجه.. أعرف رموزه.. و أفعالهم..
أعرف صغيرته و كبيرته
و أنا لا أنتمي .. أنا فعليا لا أنتمي.. إذا من يفعل ؟


أحداث ما قبل الثورة:
سأبدأ بالسنوات الإخيرة.. إذ قد يطول الحديث إن بدأت قبلا..
في سنتي الأخيرة في مرحلة الثانوية.. منعوني من الدراسة..و أغلقوا الباب في وجهي و أنا أحتضن ملفي..لا لشيء
سوى لأني ( أجنبية) إذ كانو قد منعوا دراسة ( الأجانب) في المدارس الحكومية.. وسلمونا للمدارس الخاصة..
أنا .. إعتراني غضب غريب.. فلا بأس.. أنا دفعت الرسوم المالية و أكملت.. صديقتاي..
حالها ليس أفضل مني.. لم يتمكنا من دفع الرسوم.. و إعتزلا الدراسة !
من يا ترى المسؤول عن إفساد مستقبلهما
بعد سنوات.. عاد ذات الموضوع للظهور.. مرة أخرى.. في الجامعة.. يلاحقون ( الأجانب) ماليا !


.. موقف مضحك.. تعرضت له قبل مدة قصيرة
كان صوت الزغاريط مرتفعا.. وكنت أمسك ذاك الفستان و اركض لصديقتي التي طلبت مساعدتي في توزيع العصائر
سحبتني إمرأة من يدي... بدهشة نظرة إليها بينما فائجتني: متزوجة يا بنتي؟ لا يا خالتي
مخطوبة ؟ لا يا خالتي
لعيلة منو إنتي..
هنا ضحكت.. انا يا خالتي مش ليبية ..
غيرت الموضوع  و قالت بصوت واضح/// يا خسارة !

لأني ( أجنبية) فإني حتما لا أستوفي شروط الآيزو خاصتها !
الموضوع تكرر معي أكثر من مرة و بصور مختلفة
لكن في كل الحالات لم أكن بنت فلان الفلاني

هذا بالعموم.. بغض النظر عن المضايقات التي نتعرض لها.. أنا و أسرتي.. و إنعدام الأمان..
لازم يا بنتي نمشوا جنب الحيط.. لكنني أكره المشي جنب الحيط
أنا في الحقيقة أكرة الحوائط !!!



في صورة أخرى.. كان الإنتماء بشكل آخر..
الثورة.. و أنا و الوطن !
الوطن الوطن.. و ليس هذا الوطن
و إختبرت إنتمائي .. يوم غادرت ليبيا .. أبكي بحرقة.. لتركي مصراتة خلفي
و كل يوم.. كنت أرتشف الأخبار على الريق.. أشعر أن كاهلي مثقل بقضية..عن عمد.. حملت نفسي وزرها !
كانت ليبيا و على مدى أشهر.. قضيتي..
حتى أني ما إعتدت التنفس في ذاك الوطن.. الوطن الغريب عني
كان الأمر أشبه بتعلم المشي.. على أرض لم أتنفس هواءها !

مرت الأشهر ثقلا على صدري..
حتى عدت.. و أنا أحلم بوطن مختلف
لكني لم أجد إختلافا إلا في لون العلم.. و بعض معالم البلاد !
بدأت أفقد إيماني بأنهم قد يتقبلون الآخر.. المختلف عنهم

أنا .. لا أنتمي..
للمكان الوحيد الذي ولدت فيه و عشت فيه و تربيت فيه
لا أنتمي.. لأناس عشت وسطهم طويلا..
لا أنتمي.. لهم,, و لكم
لا أنتمي.. لي.. لا أنتمي لي !


منحوني جواز سفر.. ونسو أن يمنحوني و طن !
فعمدا مزقت تذاكري.. و إنزويت هنا...



الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...