Saturday, March 16, 2013

هراء بنكهة الكرز ,,







قضيت هذا اليوم في تأمل إصبع قدمي الصغير , كونه الجزء الأكثر تعرضا للأذى في جسدي البارد , بعد ذلك الشيء الذي ينبض في الجهة اليسرى من قفصي الصدري, أقصد قلبي لا الرئة !
قبل عدة أيام تحالف الباب و القدر على إصبعي الصغير بضربة صاعقة بكيت بسببها و تغيرت مشيتي لأصبح عرجاء و لأعمل على مداواته بقليل من زيت الزيتون كما نصحتني جدتي.
اليوم صباحا و في حين كنت منهمكة في التفكير ما إذا كانت السنوات الأربع الأخيرة من عمري قد غيّرت شيء بداخلي أم لا , تعثرت و ضغطت بثقلي على ذات الإصبع الصغير النحيل, ذلك المشوه حسبما أظن.
توجعت كثيراً, شتمت كل شيء حتى أني شتمت الهواء الذي أتنفسه, يا إلهي " ما فائدة هذا الإصبع, أشعر أنه مخلوق فقط ليتعرض للإصابات و ليعرضني للوجع" صرخت قائلة !
قليلا بعد, جلست أفكر, ما فائدته؟ من قال إنه يحفظ توازني, ماذا لو فقدته, البعض يفقد إصبع أو إثنين و أحيانا أكثر البعض يفقد روحه و يبقى متوازناً , أقله أمامنا !
كان اليوم كئيباً بإمتياز بارداً جدا وموحش كذلك, لكن هذا ما يعجبني , لا أحب الأجواء السعيدة صدقاً, لكنني متعكرة المزاج منذ مدة, منذ عمر يقدر بعشرون سنة.
عدت أفكر ما فائدة أصابع قدمي, كان السؤال تحصيل حاصل, في الحقيقة أنا أعلم ما فائدة أصابع يدي, أنا أكتب, أرسم, آكل, أضرب, أحك جلدي بها ... قال أحدهم " ماحك جلدك كظفرك" ما ظفري إلا إبن إصبعي.
و ما أنا ؟
لا أعلم.. 






ما الذي أكتبه سوى هراء لا فائدة منه, محاولة بائسة لتحسين مزاجي و الحد من تقلباتي المزاجية حالها حال الطقس خارج نافذتي, نافذتي التي أحضرت لها أمي ستائر جديدة, هل ذكرت قبلاً أني أكره الستائر ؟ ... لا أظن.
البارحة قمت بخلط الماء و بعض الألوان, كنت أنوي الرسم, بعدها بلحظات شعرت أني أرغب بتناول الحلويات رغم أني لا أحبها أيضا, الكثير من الأشياء التي لا أحبها, ..الكثير.
هل ذكرت أن زيارة النسوة لنا تزعجني, لا أحب أحاديثهن و أصواتهن, لا أحب الهالة المحيطة بهن, اليوم تجاهلت النساء الجالسات في غرفة جلوسنا, كنت أقرأ كتاب " يوميات كاترين" كنت أفكر بمدى بؤس تلك الطفلة و مدى السعادة التي كانت تشعر بها رغم كل ما مرت به.






الآن أنا جالسة أتأمل في الفراغ, بعض الأعمال مؤجلة برغبة مني, بعض الأحاسيس كذلك, بعض الحضور و بعض العتاب.
بإنتظار أن أخبر ذلك الشخص أني ما عدت أحتمل.
 مازلت حتى اللحظة أكتب و أنظر لإصبعي المتورم و ألعن الطقس و الجيوب الأنفية, ألعن الإزرقاق تحت عينيّ الناتج عن الإحتقان و السهر , كدب الباندا المشاكس.
أربعينية,  ليست أعوام ,, إنه مقاس حذائي, أظن أني لو أزلت أصابعي الطويلة الهزيلة سأصير من أصحاب الــ37 و ربما أقل.
أتذكر ذاك الحذاء الذي إشتريته لي في ذلك السوق الشعبي ,, في الوداية ؟  " سؤال لأحدهم, قد يقرأ هذا الهراء وقد لا يفعل"
قضت عادتي بأن أكتب له فيقرأني غيره.
أشعر بالبرد, دائما أشعر بالبرد !



رأسي كبيرة, ومليئة بالكثير من التساؤلات !

No comments:

Post a Comment

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...