Wednesday, January 4, 2012

أنا .. لا أنتمي لهم !

عشرون عام وعام..
هي حصيلتي من الأعوام..
أنا..لي إسمان.. لي هاتفان..لي بريدين الكترونين.. لي (وطنان)..
أو هكذا أظن !


الماضي و الخيار الذي غير حياتي..
قبل ثلات عقود.. إلتقيا.. تحادثا طويلا تم تزوجا .. أطال الله في عمرهما  و بارك لي الله فيهما..
إرسل في طلبه لتوقيع عقد عمل و جُلب على وجه السرعة لهذا الوطن..
و بعدها بسنوات.. جئت أنا !


المستقبل.. لا يشبهني !
لأننا في وطن لا يتقبل الآخر. حبيبي.. قد لا تتقبلني والدتك !


الحاضر .. يتنفسني.. فأختنق به !
تائهة أنا بين وطنين.. أحمل هوية أحدهما وهواء الآخر برئتيّ !
أعيش هنا.. حيث حاولت طويلا أن أتأقلم مع كل من حولي.. أنا أحاول.. بنما هم لا يفكرون حتى في أن يتقبلوني !
لطالما كنت الفتاة المختلفة..
كنت (الأجنبية) .....في البدء كان الأمر مزعجا.. و أحيانا أخرى كان مضحكا
إذ كانت تحدث لي مواقف غريبة.. لا لشيء سوى لأني مختلفة .. لأني لا أنتمي !
وما الإنتماء؟
وطني..أنا لا أنتمي له.. لم أزره إلا قليلا.. لا أعرفه..
بينما هنا.. أعرف مداخل هذا الوطن و مخارجه.. أعرف رموزه.. و أفعالهم..
أعرف صغيرته و كبيرته
و أنا لا أنتمي .. أنا فعليا لا أنتمي.. إذا من يفعل ؟


أحداث ما قبل الثورة:
سأبدأ بالسنوات الإخيرة.. إذ قد يطول الحديث إن بدأت قبلا..
في سنتي الأخيرة في مرحلة الثانوية.. منعوني من الدراسة..و أغلقوا الباب في وجهي و أنا أحتضن ملفي..لا لشيء
سوى لأني ( أجنبية) إذ كانو قد منعوا دراسة ( الأجانب) في المدارس الحكومية.. وسلمونا للمدارس الخاصة..
أنا .. إعتراني غضب غريب.. فلا بأس.. أنا دفعت الرسوم المالية و أكملت.. صديقتاي..
حالها ليس أفضل مني.. لم يتمكنا من دفع الرسوم.. و إعتزلا الدراسة !
من يا ترى المسؤول عن إفساد مستقبلهما
بعد سنوات.. عاد ذات الموضوع للظهور.. مرة أخرى.. في الجامعة.. يلاحقون ( الأجانب) ماليا !


.. موقف مضحك.. تعرضت له قبل مدة قصيرة
كان صوت الزغاريط مرتفعا.. وكنت أمسك ذاك الفستان و اركض لصديقتي التي طلبت مساعدتي في توزيع العصائر
سحبتني إمرأة من يدي... بدهشة نظرة إليها بينما فائجتني: متزوجة يا بنتي؟ لا يا خالتي
مخطوبة ؟ لا يا خالتي
لعيلة منو إنتي..
هنا ضحكت.. انا يا خالتي مش ليبية ..
غيرت الموضوع  و قالت بصوت واضح/// يا خسارة !

لأني ( أجنبية) فإني حتما لا أستوفي شروط الآيزو خاصتها !
الموضوع تكرر معي أكثر من مرة و بصور مختلفة
لكن في كل الحالات لم أكن بنت فلان الفلاني

هذا بالعموم.. بغض النظر عن المضايقات التي نتعرض لها.. أنا و أسرتي.. و إنعدام الأمان..
لازم يا بنتي نمشوا جنب الحيط.. لكنني أكره المشي جنب الحيط
أنا في الحقيقة أكرة الحوائط !!!



في صورة أخرى.. كان الإنتماء بشكل آخر..
الثورة.. و أنا و الوطن !
الوطن الوطن.. و ليس هذا الوطن
و إختبرت إنتمائي .. يوم غادرت ليبيا .. أبكي بحرقة.. لتركي مصراتة خلفي
و كل يوم.. كنت أرتشف الأخبار على الريق.. أشعر أن كاهلي مثقل بقضية..عن عمد.. حملت نفسي وزرها !
كانت ليبيا و على مدى أشهر.. قضيتي..
حتى أني ما إعتدت التنفس في ذاك الوطن.. الوطن الغريب عني
كان الأمر أشبه بتعلم المشي.. على أرض لم أتنفس هواءها !

مرت الأشهر ثقلا على صدري..
حتى عدت.. و أنا أحلم بوطن مختلف
لكني لم أجد إختلافا إلا في لون العلم.. و بعض معالم البلاد !
بدأت أفقد إيماني بأنهم قد يتقبلون الآخر.. المختلف عنهم

أنا .. لا أنتمي..
للمكان الوحيد الذي ولدت فيه و عشت فيه و تربيت فيه
لا أنتمي.. لأناس عشت وسطهم طويلا..
لا أنتمي.. لهم,, و لكم
لا أنتمي.. لي.. لا أنتمي لي !


منحوني جواز سفر.. ونسو أن يمنحوني و طن !
فعمدا مزقت تذاكري.. و إنزويت هنا...



4 comments:

  1. إقشعر بدني ...ألمني لأنه أنا
    سطورك كانت أنا

    ReplyDelete
  2. الوطن لا يمنح !!! بل يصنع
    الوطن ليس ترابا نمشي عليه و لا بيتا نسكنه!!
    انما هو حب و حنان يحيط بنا و ذكريات عشناها
    الوطن هو ما نصنعه نحن ليس ما يعطى الينا !!

    ReplyDelete
  3. كلمات دموية ! لأنها شديدة النبض ...

    أنا فتاة لا تشبهك .. لكنها تشبهك ..

    ياللدنيا .

    ReplyDelete
  4. لو علم الوطن بمجراه لكن قضيته فضيتك
    لعل يوما يكون مختلفا

    انت في وطنك

    ReplyDelete

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...