Saturday, July 7, 2012

محاكمة وحيد القرن




في المدينة الكبيرة.. حسنا .. ليس تحديدا .. أقصد على أطراف المدينة الكبيرة .. تماما




عند طرف المدينة كانت قبيلتي الصغيرة... الصمت في قبيلتي للرجال .. و أنا لست رجلا بالطبع .. أنا طفلة ترثارة .. أحب الصراخ .. احب الضحك و الضحك في قبيلتي جريمة .. و أنا تحت سن الرشد .. لن يحاكموني !

بقي لي ألف سنة .. و أبلغ سن الرشد القانوني..
ألف سنة جنون.. ليقال عني بالغة .. فحاكموها !

سرقت الليلة حذاء والدتي ..حذاء عالي الكعب يغري الناظرين .. الناظرين لي طبعا ..لا للحذاء!
و لكنني طفلة .. و الطفلة في قبيلتي لا تغري !
و اتجهت أطقطق به صوب المدينة.. خرجت من باب بيتنا الخلفي.. زحفت قليلا كي لا يراني أحد .. و إتجهت لمنزل " آدم" القابع خلف منزلنا ..



همست بإسمه كي لا يسمعني أحد.. فضحكت.. إن لم أكن قد سمعت نفسي فكيف سيسمعني هو !
التقطت حجر و أنا أبتسم  لتلك النافذة .. تماما.. انها غرفته
حجر و إثنين و تلاثة ..ثم كاد الرابع أن يصيب رأسه

" يا مجنونة .. شن في ؟" .." انزل الله يهديك.. عندنا مشوار".. أحضر معك حقيبة الكلام .. سنحتاجها!

  يناقشني ..  يحاول أن يردعني !

ولكن ..
هباء هباء يا حبيبي .. " سنذهب" !

                                                     *    *     *

 

المدينة .. اجل المدينة .. هل لي أن أقول إنها أنثى ؟

اممم اذا فهي أنثى فائقة الدلال.. متبرجة و بكامل زينتها .. أضواء و رجال
و ما دخل الأضواء في الرجال ؟
لا أعلم ..

"ناولني كلاماً معسولاً من الحقيبة" خاطبت " آدم"

" أدم" طيب جدا.. طيب لحدود البلاهة أحيانا .. رغم أننا ولدنا في يوم واحد ..وفي كوخ واحد و على يد إمرأة واحدة.. لكننا لا نملك فكر واحد . لا نملك جسد واحد و الأهم .. لا نملك لسانا واحد!

و إرتديت تلك الكلمات..

  

 ثم قصدت الرصيف, جالسة على طرفه أنظر للمارة, إلى أن ظهرت إمرأة من وسط الزحام.. خاطبتها قائلة :
 

" سيدتي .. ام أقول أيتها الجميلة.. هلّا دللتني أين الطريق لمركز المدينة؟".. نظرت إلي بتعالِ و أكملت طريقها !
لم تجبني !
ربما لم تفهمني .. هكذا تقول الأساطير في قبيلتي .. أهل المدينة .. يتكلمون لغة أخرى .. لا تشبه لغة أهل القرية !



_هيا .. لنعد أرجوك... خائف هو " آدم

أنا لا ألومه !

لكنني سأكمل .. سأصل لمركز المدينة .. يقال أن في مركز المدينة ساحة كبيرة خضراء مزدحمة بشجر الرمان .. ذلك الرمان الحلوّ.. الشهيّ..
و أنا من قبل .. لم أتلذذ بطعم الرمان !

                                            *    *      *



كانت الطريق طويلة .. وكان الحذاء واسعاً .. مضحكا على الأغلب و قصر قامتنا يجعلنا ضبابييّن.. لا نُرى كما أظن .. فلم ينتبه لوجودنا أحد !
لم أحزن, ولم يزعجني أن أحداً لم يلحظ وجودنا لكنني إنتبهت لهم ,, ما بهم يا إلهي؟
إنهم باهتون.. ملامح الحزن محفورة على وجوههم ..
كل المارة حولنا .. متشابهون .. اللون... كئيب !
أيتها المدينة .. أيتها الحزينة !

             ما بكِ؟

                                           *    *     *
أكملنا الطريق وصرنا نزاحمهم و " آدم" يضغط على يدي خائفا ..

آآه..
دوى الصوت في المكان
سقوط

.. ظلام
... وجع !

وجدتني فوق جسد " آدم" !
أظنها بالوعة لعينة !

_" فقدنا حقيبة الكلام ... سيعاقبني والدي حتما .. أرجوك.. لنعد أدراجنا " صرخ آدم

_هشششش.. لنحاول الخروج قبل!





_*" الداخل للمدينة ... مفقود.. و الخارج منها مشوه عاطفيا"

جاء الصوت من الظلام .. صدقا .. أنا ايضا شاركت آدم لحظة خوفه تلك.

ثم ما لبث أن ظهر صاحب الصوت ..
غزال .. غزال جميل بقرنيين طويلين ..

دقيقة.. غزال يتكلم !؟؟؟



" لا تخافي.. ما ترينه حقيقة .. أنا أتكلم.. وأنتي لست من المدينة .
ظفيرة شعرك و نظرتك البليدة تفضحك.. من أي قرية أنت؟"



_"أنا .... أنا .. تلعثمت.. فأنا أحادث غزال .. غزال.. أي أنني أحادث حيوان"

_" وكلنا بداخلنا حيوانات" .. قاطع أفكار المشوشة !

                                    *    *     *


_هيا معي .. الوضع ليس بخير هنا ..قال الغزال.

عدى أمامي و تبعته في ظلمة محيرة ثم أكمل حديثه قائلاً :المدينة فوقنا تموت كل ليلة و الوباء سيصل قريبا للقاع ! هيا بنا .
الليلة سيحاكمون وحيد القرن .. المسكين حاولت إقناعه بالعدول عن حبها !"

أكاد أقسم أني لم أكن أفهم نصف ما يقوله .. لكنني كنت أنظر لعينيّ "آدم" الخائفتين.. و أبتسم " سنكون بخير ..ثق بي"
لكنني لا أثق بنفسي.. قد لا نكون بخير ... يقودنا غزال .. في قناة صرف صحي  تحت المدينة !


















* وقفة ..

 
أي سيناريو هو هذا ... و بماذا يفكر كاتبه .. وبما يشعر من يكمل قراءته !!؟
الكاتبة تتساءل ..؟؟!!







*عودة للنص البليد..


إتضح فيما بعد أن هناك مدينة ترقد تحت المدينة .. تضاجع الأخرى كل ليلة و تنجب المشوهيين عاطفيا !
يقال إن هذه المدينة كبيرة جدا .. كبيرة حتى انها إحتوت طبيعتنا البشرية و الحيوانية برفق ..لكنهما إفترقا ..







نطق الغزال" أنا أيضا كنت مثلكما .." ثم قال.. أسرعا ..
الليلة سيحاكمون وحيد القرن !
وحيد القرن كسر القوانين و أحب بشرية !
و البشر يتهربون منا .. يتبرجون و يخفوننا خلف أقنعتهم !

فرفعت عليه قضية !

2 comments:

الفتى سيء الحظ

       حين دلف له ذه الحانة الصغيرة لم يكن يعلم أن ه سيدخل شابا في مقتبل العمر ويخرج منها كهلا مل هذه الحياة . حين سحب الباب لي...