بعد غفوتي الأخيرة...
وجدتني أتلاشى .. قبل أن أحتسي قهوتي المرة, قبل أن أبصق في عين الموت المفقوءة !
أشنق رغبتي الأخيرة و أصبح كل شيء إلا ما أردتني
مثقلة بحمل كل تلك السنوات و كل الأحلام المهشمة التي كنت أتلقفها و هي تتساقط واحدة تلوّ الأخرى, حلم تلو حلم تلو...... حب !
أتناولني كمهدئ رخيص و أمني نفسي بالتحسن.
سأتذكر أني وحيدة و سأبقى كذلك وحدتي تذكرني أني لازلت أملك نبضاً, أملك ضعفا.
لكل الصرخات المكتومة و الرغبات المكبوثة, لكل الإبتسامات المكلومة و بقايا العمر على قارعة الطريق!
للطفلة التي شاخت في داخلي, للأنثى المغتصبة الأنوثة فيّ, لي أنا.
لا تخافي موتاً قد خطف روحك, فالروح ميتة منذ زمن و الجسد متعفن في ركن الفظيلة.
الصوت يختنق في حلق المجتمع, فالعورة نور ,, و النور يعمي الناظرين!
ما رائحة الموت؟
ما إحساس الموت؟
نحن بحاجة لعائدون من الموت, بعض التساؤلات بقيت بلا أجوبة !
ألااف الجميلات.. و ضحكات النساء
الجسد الناعم و الملمس الحريري.. سيشيخ, يهرم و يتعفن !
الريق يجف, يتيبس,, ثم وبصمت,, يتهشم !
كقشر بيض,إحتوت جنينا إلتهمناه عن جوع, عن بشاعة !
و يقولون إنسانية ..
تلك التي تعني الرغبات المكبوتة, ضعف النفس و خبتها
شيء يسمى العدالة,, سيمنحك حق إغتصاب الطفولة في حلق البراءة
سيمنحك حق الحرث فوق أجساد النساء
وخوض معارك الطاحونة الورقية !
سترقى لألاف الرتب و تعلق على صدرك أوسمة الرجولة الملعونة
سيخمش وجهك لحدود التشوه..يغرز في المقل أظافر الصمت
ينبغي أن أذكرك أن ذلك ليس للجميع, أنت بحاجة لأن تكون أفضل من الجميع و الجميع عبارة عن جتث متعفنة, تفوح منها رائحة التظاهر العفنة.
لأعود و أذكر لك أني اليوم إستفقت جنبا لجنب مع جسدي البارد, و أحلامي الباردة و بقايا أحلامي الباردة أيضاً.
تقيأت كثيراً من جرّاء رائحة العفن, تقيأت الدم,العادات و الكثير الكثير من القيّم, تقيأت الإنسانية الميتة داخلي وراقبتها و هي تنتفض أمامي على الأرض, عبثاً تدعي الحياة !
سأتعلم كثيرا من النظر نحو الأفق, فلا أملك بعد اليوم أمري, مكبلة هنا بجسدي الميت
ذاك الذي قضيت سنوات عمري الإثنيّ و العشرين محبوسة بداخله, أمشي كما يريدون, أضحك بصوت خافت كما يفضلون و إن إختلوّ بأخرى تعالت الضحكات لتعانق سقف الغرفة!
أتكلم كما يريدون, أبكي,أتنفس وفقاً لما يريدون
أوجه النظر للأرض للتراب. ,, من التراب و إلى التراب نعود.. فسلام عليك يا جسدي !
1-2-2013